قد اختلفت أنظار أهل السنّة في مصطلح الغلو عن هذا المصطلح في مصادر الشيعة.
فنحن في هذا الأمر نذكر ملاكات أهل السنّة في رمي بعض الرواة بالغلو ونردفها بذكر شواهد من استعمال الغلو في هذه الملاكات.

۱. سبّ الخلفاء والصحابة
قال ابن الجوزي: كما لبس إبليس علی هولاء الخوارج حتّی قاتلوا عليّ بن أبي طالب حمل آخرين علی الغلو في حبّه، فزادوه علی الحدّ، فمنهم ... من حمله علی سبّ أبي بكر وعمر حتّی أنّ بعضهم كفّر أبا بكر وعمر.
وقال الذهبي: الشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلّم في عثمان والزبير وطلحة وطائفة ممّن حارب عليّاً وتعرّض لسبّهم، والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي كفّر هؤلاء السادة وتبرّأ من الشيخين أيضاً فهذا ضالّ مفتر.
وقال أيضاً: إنّ البدعة على ضربين : فبدعة صغرى كغلو التشيّع ، أو كالتشيّع بلا غلو، ثمّ بدعة كبرى ، كالرفض الكامل والغلو فيه ، والحط على أبي بكر وعمر والدعاء إلى ذلك.
وقال أيضاً: كلّ من أحبّ الشيخين فليس بغال ، بلى من تعرّض لهما بشيء من تنقص فإنّه رافضي غال ، فإن سبّ فهو من شرار الرافضة.
وعن ابن حمّاد يقول : قال السعدي: حسين الأشقر غال من الشتامين للخيرة.
وحكی ابن حجر عن صالح بن محمّد أنّه قال في عباد بن يعقوب الرواجني ـ بعد رميه بالغلو ـ: كان يشتم عثمان. قال: وسمعته يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنّة لأنّهما بايعا عليّاً ثمّ قاتلاه.
وقال في يونس بن خباب: قال الحاكم أبو أحمد: تركه يحيى وعبد الرحمن وأحسنا في ذلك، لأنّه كان يشتم عثمان ومن سبّ أحداً من الصحابة فهو اهل أن لا يروي عنه. وقال العقيلي: كان يغلو في الرفض. وقال يعقوب بن سفيان ومشتهر عنه أنّه كان يتناول عثمان. وقال العجلي: شيعي غال.

۲. إظهار المحبّة إلی أمير المؤمنين
فعن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الله بن شداد يقول : وددت أنّي قمت على المنبر من غدوة إلى الظهر ، فأذكر فضائل عليّ بن أبي طالب ثمّ أنزل ، فيضرب عنقي.
قال الذهبي ـ معلّقاً علی هذه الحكاية ـ : هذا غلو.
وقال ابن عدي: عباد بن عبد الصمد عامة ما يرويه في فضائل عليّ وهو ضعيف منكر الحديث ومع ذلك غالي في التشيّع.
وقال أيضاً : عامة ما يروي زياد بن المنذر هذا في فضائل أهل البيت وهو من المعدودين من أهل الكوفة الغالين.
وقال: عباد بن يعقوب معروف في أهل الكوفة وفيه غلو فيما فيه من التشيّع وروى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم.

۳. القول بتقديم أمير المؤمنين علی أبي بكر وعمر
قال ابن حجر: التشيّع محبّة عليّ وتقديمه على الصحابة، فمن قدّمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيّعه ويطلق عليه رافضي.
وقال الذهبي في عبد الرزّاق بن همام: ما كان يغلو في التشيّع وقد قال سلمة بن شبيب : سمعت عبد الرزّاق يقول : والله ما انشرح صدري قط أن أفضّل عليّاً على أبي بكر وعمر .
وقال ابن حجر في عمرو بن أبي المقدام الحداد: قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان يشتم عثمان. ترك ابن المبارك حديثه. وقال الساجي: مذموم وكان ينال من عثمان ويقدّم عليّاً على الشيخين. وقال العجلي: شديد التشيّع غال فيه واهي الحديث.

۴. القول بالرجعة
قال ابن حجر في عمرو بن ثابت بن هرمز البكري: قال إبراهيم بن عرعرة عن أبي أحمد الزبيري: كان الحارث بن حصين وأبو اليقظان يؤمنان بالرجعة ويقال: كان يغلو في التشيّع .
وقال ابن عدي: عثمان بن عمير أبو اليقظان هذا ردئ المذهب غال في التشيّع يؤمن بالرجعة.
سه شنبه ۲۰ خرداد ۱۳۹۹ ساعت ۱:۰۵